سعود السنعوسي: أعيش ما أكتب و"ناقة صالحة" تروي ذاكرة الساحل والصحراء

احتفاءً بلقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019، نظم مقهى "الراوي" الثقافي في الشارقة وبالتعاون مع مكتب العاصمة جلسة ثقافية حوارية تحت عنوان #حديث_الكتب، يوم أمس (الجمعة)، استضافت الروائي الكويتي سعود السنعوسي، الحاصل على جائزة الرواية العربية "البوكر"، للحديث عن روايته الصادرة حديثاً "ناقة صالحة"، وعن مجموعة من أعماله الأدبية.

 احتفاءً بلقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب للعام 2019، نظم مقهى "الراوي" الثقافي في الشارقة وبالتعاون مع مكتب العاصمة جلسة ثقافية حوارية تحت عنوان #حديث_الكتب، يوم أمس (الجمعة)، استضافت الروائي الكويتي سعود السنعوسي، الحاصل على جائزة الرواية العربية "البوكر"، للحديث عن روايته الصادرة حديثاً "ناقة صالحة"، وعن مجموعة من أعماله الأدبية.

 

وتركز الفعالية على أحد محاور العاصمة العالمية للكتاب، التي تسعى إلى التوعية بأهمية القراءة، وتحفيز الجمهور بصورة مباشرة من خلال مناقشة المؤلفات مع كتابها، لتعزيز مهارات القارئ في التعمق وتحليل النصوص، حيث تستضيف المبادرة شهرياً أحد أبرز الكتّاب في المنطقة العربية.

 

وشهدت الجلسة التي أدارتها الإعلامية دانة أبو لبن، حضوراُ كبيراً توافدوا من مختلف إمارات الدولة إلى "الراوي" للاستماع إلى تجربة السنعوسي في روايته الصادرة حديثاً عن الدار العربية للعلوم، حيث وصف روايته بأنها ليست عملاً روائياً مقصوداً بل عفوياً، لافتاً إلى أن أغنية "الخالوج" للمطرب الكويتي عبد الله الفضالة هي من قادته إلى كتابة هذا العمل الذي يتحدث فيه بصوت أنثويّ واصفاً بيئة الصحراء وخصوصيتها، التي أراد لها أن تكون مسرحاً لقصة حب مفعمة بالمشاعر لبطلي الشخصية "صالحة بنت أبوها"، و"دخيل بن أسمر"، ضمن أحداث أسطورية تقدم رؤية جديدة لقصص الحبّ.

 

وقال السنعوسي: "سمعت الكثير من التعليقات حول اسم الرواية، قراء ونقاد ربطوا العنوان بناقة النبي صالح وهذا لا علاقة له بالأمر، كل ما هنالك أنني وظّفت المعنى ليتخذ شكله النهائي في العمل ويتماشى مع الشخصيات والحبكة".

 

وأضاف": أردت للعمل أن يروي ثقافة الصحراء بكل ما تحمل من تجليات وخصوصية، لقد استرجعت رحلات الصحراء، وظروف العيش هناك، ولا أكتب فقط عن رؤية سطحية بل أذهب لأعيشها وهذا ما حصل في ساق البامبو وأعمال أخرى، لأن على الكاتب أن يقدّم البيئة التي يكتب عنها بشكل واقعي بعيد عن التكلف وأن يقف شاهداً على خصوصية القبائل والحياة بين الساحل والصحراء".

 

وتابع:" في جميع كتاباتي الكويت موجودة، أنا مسكون بوطني، ولطالما سكنتني هواجس الكتابة عن وطني والمنطقة الخليجية برمّتها، هذه البلاد التي ازدهرت بها الحركة الثقافية قبل ثورة الاسمنت، ما زال الكثير من المواضيع الأدبية مرتبطة بفترة الخمسينيات، هذه الفترة الذهبية، وعلى الدوام أنا مشغول بالهمّ المحلي، وأريد إيصال بيئتي للقارئ، فأنا لا أكتب ما يريده القراء مني، لكنني أكتب كي أضيف لهم وآخذهم إلى أماكن جديدة وأعرفهم على ثقافتي وبيئتي الخاصة".

 

وعن سؤال هل الوطن أرض أم حبيبة، أجاب السنعوسي: "لا يوجد مفهوم واضح بالنسبة لي عن وطني، ولو كان هناك مفهوم واضح لما كتبت، لكن بالنسبة لي الوطن هو الذاكرة، وأريد أن يخرج القارئ من أعمالي محمّلاً بكمّ كبير من الأسئلة، وعلى القارئ أن يتفوق على الكتاب من خلال إبحاره في التفاصيل والثنايا وأنا مغرم بالتفاصيل وأجد بها مساحتي الرحبة التي من خلالها أدخل إلى ذهن القارئ وأشغله".

 

وأكد السنعوسي أن الكثير من التفاصيل والمشاهد اليومية الصغيرة تصنع لدى الكاتب أعمالاً عظيمة وخالدة، لافتاً إلى أن الحمامة التي كانت تأتي كلّ يوم على نافذة منزله هي السبب في أن يكتب عمله الروائي "حمام الدار"، حيث قال": تشكّلت بيني وبين الحمامة علاقة من نوع خاص، كنت في كلّ يوم وبمجرد أن أدخل إلى غرفتي تطير من على النافذة، يوماً بعد آخر شعرت بأنني مسؤول عن عشها!، وحاولت كثيراً أن أدخل بهدوء، دون أن أصدر صوتاً، ودون أن تنتبه لي لكن عبثاً، وارتأيت أن أكتب عنها".

 

وأضاف السنعوسي:" هذه المشاهد الصغيرة تصنع حدثاً كبيراً بلا شك، لكن على الكتاب الروائي أن يعي دوماً ضرورة الانشغال في البحث، بالنسبة لي عندما أكتب صفحة أجدني بحثت أشهراً عن مواضيعها، في كلّ سطر أتعلم شيئاً جديداً، البحث هو المنطلق الرئيس لإبداع الروائي ولتأصيل عمله ووضعه ضمن حيّز الصدق والشفافية، أنت لا يمكن أن تطرح للكاتب خيالاً إن أردت أن تكتب عن الواقع، وأنا مسكون بالواقع ومرتبط فيه، وأؤمن على الدوام بأن الكتابة هي الفرصة الوحيدة التي يخاطب فيها الكاتب الناس بعد أن يرحل عن العالم".

 

ونظم المقهى على هامش الجلسة، حفل توقيع لرواية السنعوسي الجديدة "ناقة صالحة" الصادرة عن الدار العربية للعلوم – ناشرون، والواقعة في 173 صفحة من القطع المتوسط، والتي تعد المرّة الأولى للسنعوسي الذي يكتب فيها عن الكويت من منظور الصحراء، وأول رواية له بطلها امرأة، غاص من خلالها في تفاصيل تاريخية شائكة ومترابطة في إطار أسطوري متقن.

 

 

 

 

نبذة: 

 

يشار إلى أنه جاء اختيار اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في اليونسكو "الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019"، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، حيث انطلقت فعاليات الاحتفال باللقب بتاريخ 23 أبريل الماضي بعرض هو الأضخم من نوعه في المنطقة حمل عنوان "ألف ليلة وليلة.. الفصل الأخير".

 

ومنذ عام 2001، تقوم لجنة مبادرة العواصم العالمية للكتاب المؤلفة من ممثلين عن اليونسكو والاتحاد الدولي للناشرين، والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، باستقبال طلبات مشاركة المدن سنوياً من مختلف أنحاء العالم، ثم تقوم بتقييمها لاختيار العاصمة العالمية للكتاب.

 

ويعتبر سعود السنعوسي، كاتب وصحفي كويتي فازت روايته الأولى سجين المرايا عام 2010 بجائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية، ثم في عام 2011 حصلت قصته البونساي والرجل العجوز على المركز الأول في مسابقة القصص القصيرة التي تنظمها مجلة العربي الكويتية بالتعاون مع إذاعة بي بي سي العربية.

 

فاز السنعوسي عام 2013 بالجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته ساق البامبو، التي تروي قصة كفاح شاب يافع يحمل الجنسيتين الكويتية والفلبينية، في بحثه عن فرصة عمل في أي من الدولتين، وقد تم تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني عام 2016.     

أخبار ذات صلة